تحليل ألفاظ وأفكار القصيد
وهناك قصيد آخر لم أورده خشية الإطالة، ولهذا اكتفي بما ذكر، وأما عن تحليل ألفاظ القصائد المذكورة وفكرتها فيلاحظ أنه يوجد فيها كلمات متشابهة مما يدل على خروجها من رجل واحدٍ، كما هو واضح في الجدول التالي:
القصيدة الأولى الثانية الثالثة الرابعة الخامسة السادسة
ترثة ترثة
يروون السلايل مروي الرماحي مرويينٍ أشفارها
خنيف ابن الخنيف
حميس حميس
أهل رضوى راس رضوى
آل قضاع بن قضاع قضاع
قحطان روس قحطان قحطان
خيل الصحابة نصرة جدكم
والمعنى المراد من خيل الصحابة ونصرة جدكم واحد، وهو القتال في صف الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه الكلمات المذكورة مع تشابهها وإتحادها في المعنى كما هو ظاهر في الجدول لا تمت بأي صلة إلى لهجة بني ياس أو أهل الظفرة ولا هي من المصطلحات المستخدمة عندهم، لأننا لم نجدها في قصيد أهلنا السابقين ولا اللاحقين، وقد سألت عنها بعض أهل الظفرة فأنكرها واستبعد أن يقولها أحد من شعرائنا القدامى.
وأما الفكرة فهي متحدة كذلك، حيث يظهر منها محاولة جعل القصيد دليلاً على صحة ربط القبائل الياسية والمناصير بقبيلة قضاعة، وذلك عن طريق ذكر اسم قضاعة صراحة أو ذكر أسماء أخرى يسهل ربطها بقضاعة من خلال كتاب الكلبي.
وقد سبق أن ذكرنا أن هذه الأسماء الكثيرة لا يمكن معرفة أصحابها إلا عن طريق كتب الأنساب، فمن أين لهؤلاء البدو أن يعرفوها وهم يعيشون في وقت لا يَعرف القراءة والكتابة فيه إلا النفر القليل.
ولأن هذا القصيد الذي ورد إلينا من قطر أغلبه منسوبٌ إلينا وجلّه يتحدث عن أنسابنا وتاريخ أهلنا وبلادنا، قمت بجمعه تمهيداً لتحليله ودراسته دراسة أوسع مما هنا.
تشابه المخطوطات
أما المخطوطات التي ورد فيها ذلك القصيد عندما نظرنا فيها وجدناها متحدة في شكلها الخارجي، وتشابه بعضها البعض في خط صاحبها، وهي غير موثقة بذكر ناسخها أو تاريخ نسخها، مما يقلل من أهميتها من ثم صعوبة الاعتماد عليها في إثبات نسب أو حدث.
وإليك بعض صور تلك المخطوطات:
قصيدة الفلاسي مصدرها مكتبة الشيخ ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة الفلاسي مصدرها مكتبة ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة رويشد الوبراني مصدرها مكتبة الشيخ ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة مروان بن مجرن مصدرها مكتبة ناصر بن علي آل ثاني- قطر
قصيدة سليمان الكعبي مصدرها مكتبة سعود الزيتون الخالدي عنك الشرقية السعودية!!
هذه أربعة صور يتضح عند تأملها أنها بخط قلم واحد تماماً، والدليل على ذلك الكلمات التالية:
من الصورة الأولى: , , ,
من الصورة الثانية: ,
من الصورة الثالثة: ,
من الصورة الثالثة: , ,
من الصورة الرابعة: , , ,
انظر إلى رسم حرف الياء في (والذي)، و(الفلاسي)، و(بني)، و(الجهني، والربعي)، و(الكعبي) تجده رسم واحد ليس فيه اختلاف.
وانظر كذلك إلى حرف السين في (الفلاسي، وسهيل)، و(الفلاسي) في الصورة الثانية، و(وياس)، و(الناس).
وحرف الهاء في (الجهني)، و(ديارها)، تجد لها نبرة من فوقها مما يؤكد أن كاتبها واحد.
والغريب أن الصورة الأخيرة مصدرها مختلف عن صويحباتها، مع أن الخط واحد بلا شك ولا ريب.
ومن خلال هذا العرض البسيط يتضح جلياً بأن المخطوطات التي تم الاعتماد عليها في تغيير خارطة نسب بني ياس والمناصير ضعيفة جداً لا يمكن اعتمادها أو حتى جعلها قرينة يستدل بها على خلاف ما تعارف عليه الناس في بلادنا واشتهر بينهم.
وأخيراً أحب أن أؤكد بأن بني ياس والمناصير هم أعلم بتاريخهم ونسبهم من غيرهم، ولهذا أنصح كل باحث يريد أن يكتب عن هذه القبائل أن يدرس تاريخ الظفرة، وأن يعرض ما يكتبه على المتخصصين في التاريخ وعلم الأنساب، وليس على عوام الناس -وإن كانوا ذا مكانة في مجتمعنا- فإنهم لا يفقهون شيئاً من هذا العلم، فيظن الباحث بأن كلامهم شاهد على صحة بحثه ويضيف إلى ذلك أخذ تواقيعهم ونشر صورهم، فإن هذا العمل يسيء إلى الباحث أكثر مما يستفيد منه أو ينتفع به، واسأله الله تعالى التوفيق والسداد لكل باحث مخلص مجد مقصده نفع أهله وبلاده والمحافظة على هوية دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالله التوفيق.
علي بن أحمد الكندي المرر
باحث في التاريخ والتراث
الهوامش:1- الإمام السمعاني، الأنساب ج1 (ص3-4).
2- علي الكندي، أصول في علم النسب (ص11).
3- د. جوينتي مايترا، عفراء الحجي، قصر الحصن (ص15).
4- حماد الخاطري، أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير (ص232).
5- حماد الخاطري، أطيب الثمرات (ص1395).
6- حماد الخاطري، ثلاثة قصائد للشاعر بطي الفلاسي، (ص249)، و(ص253)، وأوثق المعايير (ص208).
7- مجلة تراثنا العدد 129 (ص127).
8- أطيب الثمرات (ص194-195).
9- الكندي مصبح الكندي، ديوان الونة (ص12).
10- أطيب الثمرات (193-194).
11- أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير، (ص125).
12- أطيب الثمرات (ص1436-1438).
13- أوثق المعايير (ص191).
14- ابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج4 (ص257)، و(ص369-370).
15- ياقوت الحموي، معجم البلدان ج2 (ص231).
16- أطيب الثمرات (ص219-220).
17- أوثق المعايير (ص231-232).
18- أطيب الثمرات (ص1366).
19- أطيب الثمارت (ص1343).
20- (ص228)، و(ص229).
المصدر : مجلة الظفرة - العدد 57 - يناير 2012 - الصفحة رقم 40
وهناك قصيد آخر لم أورده خشية الإطالة، ولهذا اكتفي بما ذكر، وأما عن تحليل ألفاظ القصائد المذكورة وفكرتها فيلاحظ أنه يوجد فيها كلمات متشابهة مما يدل على خروجها من رجل واحدٍ، كما هو واضح في الجدول التالي:
القصيدة الأولى الثانية الثالثة الرابعة الخامسة السادسة
ترثة ترثة
يروون السلايل مروي الرماحي مرويينٍ أشفارها
خنيف ابن الخنيف
حميس حميس
أهل رضوى راس رضوى
آل قضاع بن قضاع قضاع
قحطان روس قحطان قحطان
خيل الصحابة نصرة جدكم
والمعنى المراد من خيل الصحابة ونصرة جدكم واحد، وهو القتال في صف الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه الكلمات المذكورة مع تشابهها وإتحادها في المعنى كما هو ظاهر في الجدول لا تمت بأي صلة إلى لهجة بني ياس أو أهل الظفرة ولا هي من المصطلحات المستخدمة عندهم، لأننا لم نجدها في قصيد أهلنا السابقين ولا اللاحقين، وقد سألت عنها بعض أهل الظفرة فأنكرها واستبعد أن يقولها أحد من شعرائنا القدامى.
وأما الفكرة فهي متحدة كذلك، حيث يظهر منها محاولة جعل القصيد دليلاً على صحة ربط القبائل الياسية والمناصير بقبيلة قضاعة، وذلك عن طريق ذكر اسم قضاعة صراحة أو ذكر أسماء أخرى يسهل ربطها بقضاعة من خلال كتاب الكلبي.
وقد سبق أن ذكرنا أن هذه الأسماء الكثيرة لا يمكن معرفة أصحابها إلا عن طريق كتب الأنساب، فمن أين لهؤلاء البدو أن يعرفوها وهم يعيشون في وقت لا يَعرف القراءة والكتابة فيه إلا النفر القليل.
ولأن هذا القصيد الذي ورد إلينا من قطر أغلبه منسوبٌ إلينا وجلّه يتحدث عن أنسابنا وتاريخ أهلنا وبلادنا، قمت بجمعه تمهيداً لتحليله ودراسته دراسة أوسع مما هنا.
تشابه المخطوطات
أما المخطوطات التي ورد فيها ذلك القصيد عندما نظرنا فيها وجدناها متحدة في شكلها الخارجي، وتشابه بعضها البعض في خط صاحبها، وهي غير موثقة بذكر ناسخها أو تاريخ نسخها، مما يقلل من أهميتها من ثم صعوبة الاعتماد عليها في إثبات نسب أو حدث.
وإليك بعض صور تلك المخطوطات:
قصيدة الفلاسي مصدرها مكتبة الشيخ ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة الفلاسي مصدرها مكتبة ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة رويشد الوبراني مصدرها مكتبة الشيخ ناصر بن علي آل ثاني
قصيدة مروان بن مجرن مصدرها مكتبة ناصر بن علي آل ثاني- قطر
قصيدة سليمان الكعبي مصدرها مكتبة سعود الزيتون الخالدي عنك الشرقية السعودية!!
هذه أربعة صور يتضح عند تأملها أنها بخط قلم واحد تماماً، والدليل على ذلك الكلمات التالية:
من الصورة الأولى: , , ,
من الصورة الثانية: ,
من الصورة الثالثة: ,
من الصورة الثالثة: , ,
من الصورة الرابعة: , , ,
انظر إلى رسم حرف الياء في (والذي)، و(الفلاسي)، و(بني)، و(الجهني، والربعي)، و(الكعبي) تجده رسم واحد ليس فيه اختلاف.
وانظر كذلك إلى حرف السين في (الفلاسي، وسهيل)، و(الفلاسي) في الصورة الثانية، و(وياس)، و(الناس).
وحرف الهاء في (الجهني)، و(ديارها)، تجد لها نبرة من فوقها مما يؤكد أن كاتبها واحد.
والغريب أن الصورة الأخيرة مصدرها مختلف عن صويحباتها، مع أن الخط واحد بلا شك ولا ريب.
ومن خلال هذا العرض البسيط يتضح جلياً بأن المخطوطات التي تم الاعتماد عليها في تغيير خارطة نسب بني ياس والمناصير ضعيفة جداً لا يمكن اعتمادها أو حتى جعلها قرينة يستدل بها على خلاف ما تعارف عليه الناس في بلادنا واشتهر بينهم.
وأخيراً أحب أن أؤكد بأن بني ياس والمناصير هم أعلم بتاريخهم ونسبهم من غيرهم، ولهذا أنصح كل باحث يريد أن يكتب عن هذه القبائل أن يدرس تاريخ الظفرة، وأن يعرض ما يكتبه على المتخصصين في التاريخ وعلم الأنساب، وليس على عوام الناس -وإن كانوا ذا مكانة في مجتمعنا- فإنهم لا يفقهون شيئاً من هذا العلم، فيظن الباحث بأن كلامهم شاهد على صحة بحثه ويضيف إلى ذلك أخذ تواقيعهم ونشر صورهم، فإن هذا العمل يسيء إلى الباحث أكثر مما يستفيد منه أو ينتفع به، واسأله الله تعالى التوفيق والسداد لكل باحث مخلص مجد مقصده نفع أهله وبلاده والمحافظة على هوية دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالله التوفيق.
علي بن أحمد الكندي المرر
باحث في التاريخ والتراث
الهوامش:1- الإمام السمعاني، الأنساب ج1 (ص3-4).
2- علي الكندي، أصول في علم النسب (ص11).
3- د. جوينتي مايترا، عفراء الحجي، قصر الحصن (ص15).
4- حماد الخاطري، أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير (ص232).
5- حماد الخاطري، أطيب الثمرات (ص1395).
6- حماد الخاطري، ثلاثة قصائد للشاعر بطي الفلاسي، (ص249)، و(ص253)، وأوثق المعايير (ص208).
7- مجلة تراثنا العدد 129 (ص127).
8- أطيب الثمرات (ص194-195).
9- الكندي مصبح الكندي، ديوان الونة (ص12).
10- أطيب الثمرات (193-194).
11- أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير، (ص125).
12- أطيب الثمرات (ص1436-1438).
13- أوثق المعايير (ص191).
14- ابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج4 (ص257)، و(ص369-370).
15- ياقوت الحموي، معجم البلدان ج2 (ص231).
16- أطيب الثمرات (ص219-220).
17- أوثق المعايير (ص231-232).
18- أطيب الثمرات (ص1366).
19- أطيب الثمارت (ص1343).
20- (ص228)، و(ص229).
المصدر : مجلة الظفرة - العدد 57 - يناير 2012 - الصفحة رقم 40